الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية كاتب الدولة المكلف بالأمن الوطني لسعد دربز تحت مجهر النقابيين تشكيك ..انتقادات.. واتهامات بالفسـاد الـمـالـي والاداري

نشر في  28 جانفي 2015  (10:22)

 بمجرد إعلان رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد عن تركيبة حكومته الجديدة حتى طالعتنا عديد الانتقادات والآراء الرافضة لهذه التشكيلة اضافة الى امتناع أكثر من حزب على منح الثقة لها.. آراء مختلفة ومواقف متباينة وحملة من التشكيك والاتهامات طالت جلّ أعضاء حكومة الصيد. ومن بين الذين لم يسلموا من سهام التشكيك والنقد نجد لسعد دربز كاتب الدولة المكلف بالأمن الوطني، حيث رأى أكثر من أمني أن هذا الشخص «غير مؤهل « لهذه المهمة خاصة أنه محل تتبع قضائي في قضايا متعلقة بالفساد المالي والاداري..
ونظرا لحساسية هذا المنصب تحديدا، إرتأينا في أخبار الجمهورية البحث والتقصي حول هذه الشخصية التي أسالت الكثير من الحبر بمجرّد الاعلان عن تسلّمه منصب كاتب الدولة مكلف بالأمن الوطني، مع العلم أنه سبق للسعد دربز أن شغل منصب رئيس تعاونية الأمن الوطنى والسجون والاصلاح عهد الترويكا، ومستشارا أمنيا في حكومة المهدي جمعة ..
اراء بعض النقابيين حول شخصية لسعد دربز ومنصبه الجديد لخصناها كالتالي:


الحبيب الراشدي :«تعيينه محاولة للتغطية على جرائم النهب والسرقة»

أكد النقابي الأمني الحبيب الراشدي أن لسعد دربز تم تعيينه في حكومة الصيد بعد تدخل لرئيس الحكومة المتخلي المهدي جمعة مضيفا أن هذا الشخص مورط فى قضايا فساد بتعاونية الأمن الوطني والسجون والاصلاح حيث قال:»  هذه التعاونية التى أصر كل من أشرف عليها على نهبها ونهب مال منخرطيها، من حسن الكوكي الى صالح العواني الى لسعد دربز.. عشرات ملايين الدنانير تبخرت وآلت الى جيوب عديد المسؤولين الأمنيين وغيرهم ... فيلات ومصانع ومعامل بمال الأمنيين والجميع يعلم الفساد ولا أحد قاومه لأن الجميع مورطون.»
الحبيب الراشدي أفادنا أن القضاء ينظر حاليا في قضية متعلقة بصفقة كان أبرمها لسعد دربز عندما كان رئيسا بتعاونية الأمن الوطنى والسجون والاصلاح، مع شركة اتصالات مؤكدا أن اطارا أمنيا موقوف حاليا على خلفية تلك الصفقة .    
من جهة أخرى بين محدثنا أن لسعد دربز أثبت فشله في كل المهام التي أوكلت اليه متسائلا عن السرّ الذي يكمن وراء تعيينه اليوم ككاتب دولة مكلف بالأمن الوطني، حيث أشار الى أن هذه الشخصية أشرفت في وقت مضى على خلية الأزمة صلب وزارة الداخلية والتي لم تنجح في حلّ أي موضوع، كما أشرف على القطب الأمني للارهاب والذي عيّن فيه المقربين منه والذين يفتقرون الى الكفاءة على حدّ تعبيره .
وختم الحبيب كلامه بقوله:«لا أحترم لسعد دربز ولا أحترم من عيّنه لأن تعيينه محاولة للتغطية على جرائم النهب والسرقة».

عصام الدردوري: «دربز محلّ تتبع قضائي»


كشف رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن عصام الدردوري لأخبار الجمهورية عديد الحقائق التي تخصّ كاتب الدولة المكلف بالامن الوطني لسعد دربز والذي كان شغل قبل هذه التسمية مهمة مستشار أمني في حكومة مهدي جمعة
ولئن أكد عصام الدردوري أن لسعد دربز معروف بدماثة أخلاقه فإنه بيّن لنا أن هذا الشخص يفتقر الى الكفاءة وهو محل تتبع في قضيتين يتعهد بهما القضاء إحداهما حول فساد مالي واداري في علاقة بصفقة مبرمة بين تعاونية الأمن الوطني بوزارة الداخلية وشركة اتصالات .      
وأشار الدردوري الى أن دربز سبق له أن تسلّم مهمة مستشار أمني في حكومة مهدي جمعة وأن من عيّنه في هذا المنصب هو  شقيق مهدي جمعة المدعو لطفي جمعة..
ـ وواصل محدثنا كلامه بقوله: «السؤال المطروح هنا هو من عيّن لسعد دربز أو أوصى به خيرا لتسميته كاتبا للدولة مكلّفا بالأمن الوطني؟ وهل أخذ وهو يمضي على قرار التسمية ولو قيد أنملة المصلحة العامّة؟ أم أنّه اختزل تفكيره في المصلحة الخاصّة؟ وهنا لا أستجدي جوابا ولا أنتظره فالمصلحة الخاصّة كانت سيّدة الموقف....
لقد أقحم رئيس الحكومة المتخلّي مهدي جمعة العلاقات الخاصّة في العامّة وفكّر في استمرارية صفقات شقيقه، رغم كون  وزارة الداخلية تزخر بالكفاءات وتعدادها البشري بالآلاف فلماذا كلّ هذا الإصرار على إعطاء الحظوة للسعد دربز المحسوب على حكومته المتخلّية».
وأكد محدثنا أن لسعد دربز لم تشفع له كفاءته المهنية بل شفع له تكتيك الحفاظ على مصالح العائلة «المهدوية»، وقال: «لقد خلنا أنّ هذه المسائل ذهبت مع عائلة الطرابلسية ولكن يبدو أن تسلّط العائلات متجذّر في هذه البلاد فقد غادر الحكومة مهدي جمعة الشقيق الأكبر وصعد لسعد دربز ليواصل المهام رفقة الشقيق لطفي جمعة والذي كان من أبرز المتداخلين في التعيينات الأمنية التي حصلت بالقطب الأمني لمكافحة الجريمة الإرهابية وعلى هذا الأساس طالبنا بضرورة مراجعتها مستقبلا»..
وأضاف الدردوري ان كل ما يتمناه هو ألا تكون خطّة كاتب الدولة صكّا لإفلات لسعد دربز من المحاسبة في صورة ثبوت الإدانة
وختم الدردوري كلامه بالقول:» هذا التعيين هو مؤشّر جديد على أنّ الإصلاح صلب وزارة الداخلية سيبقى مجرّد حبر على ورق رغم الإرادة المتأجّجة في أعماق أغلب أبناء هذه المؤسّسة لتحقيق نقلة نوعية في اتّجاه إرساء ثقافة الاحترام المتبادل بين رجل الأمن والمواطن.


وليد زروق: «شخصية ضعيفة تحوم حولها عديد الشكوك»


أما رئيس جمعية مراقب النقابي الأمني وليد زروق، فأفادنا أن لسعد دربز شخصية تحوم حولها عديد الشكوك، اضافة الى وجود عديد الخلافات بينه وبين نقابيين، وذكر زروق أن لسعد دربز تورط أثناء رئاسته لتعاونية الأمن الوطني والسجون والاصلاح عهد الترويكا في عديد الصفقات المشبوهة وهو متّهم باختلاس أموال خزينة التعاونية مؤكدا أن القضاء ينظر حاليا فيها، مشيرا الى وجود بعض الأمنيين المورّطين في هذه القضايا وتم ايقافهم بالسجن، اضافة الى تورطه في صفقات مشبوهة على غرار ما تم ابرامه مع احدى شركات الاتصال، وتعمده في أكثر من مناسبة منح قروض من خزينة التعاونية الى أمنيين وفق الولاءات لا غير .
وعبر وليد زروق عن استغرابه من محاولة البعض عدم القطع مع الماضي وخاصة مع الذين عرفوا بعدم الكفاءة وبتورطهم في قضايا متعددة مضيفا أن لسعد دربز تقلّد مهام في فترة الترويكا عندما كان علي العريض وزيرا للداخلية وتم تعيينه بعد رحيل الترويكا مستشارا أمنيا في حكومة مهدي جمعة وفي رصيده عديد التجاوزات، مضيفا ان وزارة الداخلية تزخر بعديد الكفاءات القادرة على تحمل هذه المسؤولية والتي لها من الخبرة في المجال الأمني ما يفوق بكثير خبرة لسعد دربز، على غرار توفيق الدبابي المشهود له بالكفاءة .
وفي نفس السياق أفادنا رئيس جمعية مراقب أن لسعد دربز شخصية ادارية تفتقر الى الحسّ الأمني، اضافة الى أنه غير ديناميكي وغير مشهود له بالكفاءة في المهام التي سبق له أن اضطلع بها، مؤكدا -والكلام له طبعا- أن شخصية دربز ضعيفة جدا ومن السهل جدا التحكم فيها وتسييرها .
وبين وليد زروق ان لسعد دربز غير مخوّل لهذه المهمة للأسباب التي سبق ذكرها اضافة الى أن هذه الخطة تحتاج الى شخصية قوية ومتمكنة من الملفات الأمنية وهو ما لا يتوفر في كاتب الدولة الحالي المكلف بالأمن الوطني .
وتساءل محدثنا عن السرّ وراء عدم رغبة سلط الاشراف في تجديد و«تشبيب» هذه المناصب والاعتماد على شخصيات عرفت بفشلها وغير قادرة على تحقيق أية اضافة.

وفي انتظار ما ستؤول اليه التحويرات التي ستطرأ على حكومة الحبيب الصيد، وبعد الاستماع الى آراء مختلفة وتقييم النقابيين لشخصية لسعد دربز وكشفهم لعديد التجاوزات في مسيرته المهنية نتساءل بدورنا عن المؤهلات التي دفعت بالحبيب الصيد ومن معه الى اختيار هذه الشخصية أو غيرها وعلى ماذا اعتمد تحديدا في الاختيارات التي لم ترق على ما يبدو لعديد الشخصيات والأحزاب السياسية وحتّى لعامة الشعب...؟


سناء الماجري